مؤخراً سمعت عن أن روسيا أو ربما الولايات المتحدة توصلت لنتائج شبه نهائية من محاولات لتنظيم رحلات لكوكب المريخ مما يتوافق مع هوى البليونير ريتشارد برانسون صاحب سلاسل فيرجين الشهيرة وهو المعروف بجنونه التام وولعه بالمغامرات ومثل هذه الأفعال ... فكان قد نظم عرضاً منذ فترة سابقة لرحلة مكونة من 50 فرد -على ما أعتقد- على مستوى العالم بحلول 2015 وأظن أنه طار فرحاً عندما سمع هذا الخبر من وكالة ناسا أو من المختصين بهذه الأمور ...
ولعل الأمر فرصة للمصريين في هذا الصدد فمعروف عنا أننا أصحاب السبق ونستطيع جميعاً أن نثبت أن "ثقافة الطوابير" ربما تجدي نفعاً في هذه المسألة حتى ننافس بشعب مكون من حوالي 80 مليون شخص صغاراً وكباراً وإذا حدث فأن هذا الطابور سيصل طوله من بداية كوكب الأرض إلى نهاية كوكب المريخ ولكن الحظ قد يلعب لعبته لأنني أكاد أجزم أن أول شخص في هذا الطابور سيكون من أصل غير مصري أو عربي ولكنه أتى للحصول على الجنسية ووجد طابوراً طويلاً خلفه ينتظر ليعرف ماذا يحدث ؟؟؟؟ (كانت هناك نكتة عن أن أحد الأشخاص كان يعبر الشارع فوجد طابوراً طويلاً فسأل آخر شخص :هو فيه إيه؟ قاله معرفش! سأل اللي قدامه ونفس الكلام واللي قدامه واللي قدامه لحد م وصل لأول واحد لقاه ساند ظهره على محل مقفول وواقف بيقوله فيه إيه وليه الطابور ده؟ قاله معرفش أنا كنت ماشي وتعبت قولت أسند على باب محل مقفول أريح ظهري لقيت واحد وقف ورايا واللي بعده واللي بعده وكلهم مستنيين حاجة مش عارفينها)
ولكن هل كلهم سينتظرون؟ ربما هناك من سيلجأ للقرعة والبعض بنفوذه والبعض الآخر سيقع في شرك النصابين "الفضائيين" عن طريق ارتكاب جرائم "السفر غير الشرعي إلى المريخ من مجرات أخرى" .... وهذا ما يقلق .. الأمر أشبه بموسم الحج والعمرة المعروف حديثاً بأنه أصبح أشبه بسوق وتجارة أكثر منها شعائر لبعض السماسرة وجعل أسعار التذاكر على جميع المستويات للسفر باهظة بصفة لا تقارن ... وهنا يسعى الجميع لاغتراف أكبر قدر من المال في بداية حياته لإدعائه أنه سيقوم بأداء الحج أو العمرة في نهاية عمره وربما يتوفاه الله قبل أن يدرك هذا ، والبعض يراعي المال الحلال والبعض الآخر يغفل عن هذا ويعتقدون أنهم عندما يذهبون للحج ويتصارعون هناك سيُغفر لهم "لتصارعهم" على الخير وليس لتسارعهم في الخير وهم بذلك يفسدون تلك الشعائر الروحية والتي دفعوا ثمنها غالياً ، وفي هذا الصدد يأتي بعض الأبناء ليوفر لآبائهم فرصة قبل فوات الآوان .... وقد يكون الأمر بنفس الطريقة في رحلة المريخ بالنسبة للمصريين الذين ربما يرى بعضاً من المسنين منهم أنهم أحق بهذه الفرصة في هذا الوقت لأنه ليس في العمر بقية وليس يأتي الدهر مرة أخرى كي يعيد ما فاته معللاً : "نفسي أطلع المريخ قبل م أموت" ... كل الحكاية تتلخص في أننا دائماً أهل للتهافت في الحصول على ما يُستحدث في العصر ولكن بعدها بفترة كبيرة نقوم بابتداع الأمر والتفنن فيه كبداية انتشار الكمبيوتر في العالم أجمع وبعدها بفترة ما أن وصل مصر حتى تهافت الجميع عليه معتقداً أنه "معرفش أعيش من غير كمبيوتر" ثم جاء الستالايت وأجهزة استقبال الأقمار الصناعية وأخذت وقتها حتى جاءت إلى أرض الفراعنة بأسعاره الخرافية وبدأت في التناقص حتى تجد في كل قهوة الآن كل أنواع الريسيفرات وكل مواطن يعلل هذا بأنه "إزاي يكون في دش ومجيبوش" وأذكر أن الشخص الذي قام بتركيب الدش في بيتنا الحالي كان فواعلياً والحقيقة أنني لا أذكر مهنته إهانة له ولكن أتعجب من السبب ولهذا لم أضع " ... " ولكن الغريب في الأمر والمثير لكل "علامات التعجب في لوحة مفاتيحي" الآن وأنا أكتب أنني تذكرت أنه وهو يقوم بتركيبه جملته "وانت عايز الأوروبي ليه؟" وبعيداً عن أنني كنت لا أفهم وقتها ما المستلزمات الحقيقية البعيدة عن مسائل النصب .. دعك من أنني كنت بالفعل أملك LNB الخاص بالقمر الأوروبي من الأصل .. عرفت بعدها منه أنه يملك دش واسمحوا لي لن أستغرب أيضاً ولكن "بموتور" أي يملك جميع الأقمار وليس الأوروبي فقط !!!!!!!!!!!!!!!!
وهناك مرحلة الموبايلات وعندما دخلت مصر أيضاً أحدثت جلبة كبيرة حتى بدأنا نتفنن في أنواعها وأشكالها "وألوانها" وكل هذا بعدما كان يبلغ ثمن الجهاز مبلغاً وانتشر في أيدي الشعب المصري كله تطبيقاً لعبارة "المحمول في يد الجميع حتى الزبالين" ولا أتهكم على الزبالين ولكن لا داعي لأن تترك عملك في بعد جهد يوم كامل من تجميع التراب لتتفقد جهازك وترى كم "missed call" تلقيت في النصف ساعة المنقضية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولك أن تراه يحمل الجهاز الشعبي الذي بدأ في السوق "3310 في يد الجميع" ثم "6600 في يد الجميع" انتهاءاً بـ "n70 في يد الجميع" ..... و الله أعلم إلى أين نتجه؟
* تعمدت أن أذكر أسماء مراعاة لنفسي حيث أني لا أطيق جملة "منتج ما" أو "شخص ما" طالما أنني أذكره بالإسم في ذاكرتي.